بعد دراسة مطولة أجراها باحثون في مستشفى الأطفال بمدينة بوسطن الأمريكية استغرقت سنين عدداً، تم الربط علمياً بين مرض السكر لدى الكبار وتلوث الهواء بالجزيئات الضارة. الدراسة اعتمدت على بيانات تتعلق بسلسلة من المقاطعات (المكونة لعدد من الولايات) تم جمعها من وكالة حماية البيئة ومراكز ضبط الأمراض والحماية منها وإدارة الإحصاءات العامة في البلاد.
هذه البيانات جُمعت للعامين 2004 – 2005م، ثم حُللت لاستخراج نتائج دقيقة أثبتت هذه العلاقة الطردية بين التلوث الهوائي وزيادة معدلات الإصابة بالسكر مع الأخذ في الاعتبار كل العوامل الأخرى مثل الوراثة والعرق والبدانة وقلة الحركة وغيرها.
أولا: لا بد من الإشارة إلى الأهمية التي يبذلها الغرب للدراسات التي تُبنى عليها تقارير حاسمة أو تحركات حازمة، فهذه الدراسة امتدت لست سنوات، منها سنتان لجمع البيانات وتبويبها وترتيبها. وعلى (طاري) البيانات لا بد من تذكر حال الباحث البائس في بلادنا العربية المجيدة، وهو (يتمرمط 1000 مرمطة) حتى يحصل عليها، وإذا فعل فلا يمكن الاعتماد عليها غالبا لتضاربها وعدم دقتها.
الأمر الثاني هو عن مدى أهمية إسقاط هذه النتائج على مدن المملكة خاصة الكبيرة، والتي يُلاحظ ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري فيها عاماً بعد عام. الأهمية نابعة من كون التلوث الهوائي حقيقة لا خلاف عليها. ففي جدة مثلاً تنبعث من محطة التحلية القديمة فيها ملوثات غازية سامة بفضل الوقود المستخدم فيها، إضافة إلى ما ينبعث من عوادم السيارات ودخان المصانع باستمرار.
الملاحظة الأخيرة هي عن غياب دراسات من هذا القبيل، فمثلاً لم يُسمع عن تكليف أي مؤسسة بحثية بإجراء دراسة للتحقق بالدليل العلمي القاطع من شكاوى سكان حمراء الأسد في المدينة المنورة من كثرة انتشار السرطان بين أبنائها. وفي ذلك تسطيح لدور المؤسسات البحثية بالرغم من كل ما يُقال عن دعم البحث العلمي، وكل ما يُقال عن ولوج المملكة عالم البحوث الفضائية بالمشاركة مع ناسا وغيرها.
ما جدوى البحوث العلمية إن لم تكن رصينة موثوقة يعتمد عليها لصحة الإنسان وتقدم الإنسانية!!.
التوقيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع