السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الشاعر الفلسطيني حسن البحيري
من مواليد 1921في مدينة حيفا .
اضطر إلى ترك حيفا لينضم إلى جموع الفلسطينيين الذين تشردوا في الشتات عام 1948وكان من بين الذين ذهبوا إلى سوريا.
عقد البحيري صداقات مع الشعراء السوريين والشعراء العرب الآخرين .
أصدر البحيري عدداً من المجموعات الشعرية كرّسها جميعاً للقضية الفلسطينية والتعبير عن الحنين العميق للوطن المضاع.
من "الأصائل والأسحار" ( 1943) و" أفراح الربيع" ( 1944) و" ابتسام الضحى" ( 1946) و"حيفا في القلب" ( 1973)
و" لفلسطين أغني" (1979) و"الأنهار الظماء" ( 1982) و" جنة الورد" ( 1989).
منح البحيري عام 1990 وسام القدس تقديراً لإنجازه الأدبي
أغْنيَةٌ إلى حَيفا
حَيْفا، وَأَنْتِ مِزاجُ الرُّوحِ في رَمَقِي
وَعُمْقُ جُرْحِ الهَوى في مُوجَعي الخَفِقِ
والضِّحْكُ تَمْسَحُهُ الأَيّامَ عَنْ شَفَتي
والليْلُ تَطْرَحُهُ الآلامُ في طُرُقي
وَمُوجِِفاتُ الشَّجى في كُلِّ مُنْطلَقٍ
وَمُرْجِفاتُ الضَّنى في كُلِّ مُرْتَفَق
لأَنْتِ في دَمِ أَعْراقي جَوىً خَفَقَتْ
بِنَبْضِهِ لَهْفَةٌ مَوْصولَةُ الحُرَقِ
بِكُلِّ ما مَرّ مِنْ عُمْرِ الهَوَى وَمَضى
وَكُلِّ ما ظَلَّ مِنْ عُمْرِ الهَوى وَبَقي
يا لَحْنَ أُغْنِيَةٍ أَصْداؤُها ارْتَعَشَتْ
في جَذْرِ قَلْبٍ، بِجَذْرِ الأَرْضِ مُعْتَلِقِ
يَعْيا بِهِ في مَتِيهاتِ الحَنينِ حَيا
دَمْعٍ عَلى صَفَحاتِ الخَدِّ مُسْتَبِقِ
بِغُصَّةِ الوَجْدِ في أَحْزانِ وَحْدَتِهِ
وَكُرْبَةِ السُّهْدِ في لَيْلِ الأسى الأَرِقِ
وَحَيْرَةِ الآهِ أَضْناها وَجَرَّحَها
رَجْعُ الصَّدى في مَحاني عَْيشِيَ الرَّنِقِ
يا نَشْوَةَ الطَّيْرِ في أَظْلالِ مَأْمَنِهِ
إذا تَغَرَّدَ في أَيْكِ الرُّبى الوَرِقِ
وَدَمْعَ دُرِّ النَّدى في ثَغْرِ نَرْجِسةٍ
تَبَسَّمَتْ لِتُحَيِّي مَطْلَعَ الفَلَقِ
وَصَفْوَ وَجْهِ غَديرِ الغابِ مُتَّشِحاً
غِلالَةً مِنْ بَقايا رَوْعَةِ الشَّفَقِ
وَقِصَّةَ النَّبْعِ تَحْكيها جَداوِلُهُ
لِنَفْحِ طِيبِ قَضيبِ الزَّنْبَقِ العَرِقِ
عَيْنايَ أَنْتِ، وَأَنْتِ العُمْرُ أَجْمَعُهُ
وَأَنْتِ عُرْسُ السَّنا في مَأْمَلي الأَلِقِ
وَأَنْتِ طَلْعَةُ فَجْري نَوَّرَتْ سُبُلي
وَأَنْتِ غَيْبَةُ شَمْسي أَلْهَبَتْ غَسَقي
يَشُدُّني لَكِ شَوْقٌ لَوْ غَمَسْتُ لَهُ
يَراعَ شِعْرِيَ في صَوْبِ الحَيا الغَدِقِ
وَرُحْتُ بِالحُبِّ والذِكْرى أُصَوِّرُهُ
دَمْعاً على الخـدِّ.. أَوْ حَرْفاً عَلى الوَرَقِ
لَجَفَّ حِبْرِي وَلَمْ أَبْلُغْ قَرارَةَ ما
ضَمَّتْ جَوانِحُ صَدْري مِنْ لَظى حُرَقي!
التوقيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع