من شعراء الاندلس أيام عزها
إبراهيم بن مسعود بن سعد التُجيبي الغرناطي الألبيري الأندلسي،
ويكنى بأبو إسحاق وأصله من أهل حصن العقاب،
ولد عام 375 هـ، الموافق عام 985م،
وكان أديبا معروفا وشاعرا مشهورا في أهل غرناطة بالأندلس،
ولقد اختلف مع ملك غرناطة باديس بن حبوس
وأنكر عليه اتخاذه وزيرا من اليهود اسمه إسماعيل ابن نغزلة فنفاه الملك إلى البيرة،
فألّف إبراهيم أبو إسحاق في منفاه قصيدة أدت لثورة أهل صنهاجة على الوزير اليهودي فقتلوه:
ألا قل لصنهاجة أجمعين بدور الندي وأسد العرين
لقد زل سيدكم زلة تقر بها أعين الشامتين
تخير كاتبه كافرا ولو شاء كان من المسلمين
فعز اليهود به وانتخوا وتاهوا وكانوا من الأرذلين
ونالوا مناهم وجازوا المدى فحان الهلاك وما يشعرون
يتميز شعره بنفس حكمي قوي و نزعة أخروية زاهدة في الدنيا.
و قد توفي أبو إسحاق في عام 460 هـ، الموافق عام 1068م.
قصيدة اليوم من ديوان أبي اسحاق
لا تخرج عن اطار شعره الحكمي
يمجد فيها اقامة الحد بالسوط
و ينتصر له.
السَوطُ أَبلَغُ مِن قالٍ وَمِنِ قيلِ
وَمِن نُباحُ سَفيهِ بِالأَباطيلِ
مُرُّ المَذاقِ كَحَرِّ النارِ أَبرَدُهُ
يُعَقِّلُ المُتَعاطي أَيَّ تَعقيلِ
رَأى مِنَ الطِبِّ ما بُقراطُ لَم يَرَهُ
في بُرءِ كُلِّ سَخيفِ العَقلِ مَخذولِ
ضَئيلُ جِسمٍ تَخافُ الخَيلُ سَطوَتَهُ
أَعدى وَأَطغى مِنَ التِمساحِ في النيلِ
يَرقُصُ المَرءَ تَرقيصاً بِلا طَرَبٍ
لَو كانَ أَثقَلَ أَو أَجسى مِنَ الفيلِ
عِندَ السَخيفِ بِهِ خُبرٌ وَتَجرِبَةٌ
فَقَد رَمى تَحتَهُ ما عُدَّ بِالفولِ
وَقَد حَسا مِنهُ أَمراقاً مُفَلفَلَةً
جَشَّتهُ شَرَّ الجُشا مِن شَرِّ مَأكولِ
وَقَد هجاهُ بِهَجوٍ مُؤلِمٍ وَجِعٍ
لا يُشبِهُ الشِعرَ في نَظمٍ وَتَفصيلِ
فَقُل لَهُ إِن جَرى هَجوٌ بِخاطِرِهِ
أُذكُر قِيامَكَ مَحلولَ السَراويلِ
وَاِذكُر طَوافَكَ في الأَسواقِ مُفتَضِحاً
مُجَرَّداً خاشِعاً في ذُلِّ معزولِ
وَاِذكُر عُقوبَةَ ما زَوَّرتَهُ سَفَهاً
في السادَةِ القادَةِ الشُمَّ البَهاليلِ
عِصابَةٌ عَظَّمَ الرَحمَنُ حُرمَتَها
وَخَصَّها مِنهُ إِكراماً بِتَبجيلِ
هُمُ لُبابُ الوَرى حَقّاً وَغَيرُهُم
عِندَ الحَقيقَةِ أَبقالُ الغَرابيلِ
إِنَّ اِبنَ تَوبَةَ فيهِم رافِعٌ عَلَماً
مِنَ القَضاءِ وَمُمتازٌ بِإِكليلِ
قَضى بِتَنكيلِ مَن لَم يَرعَ حَقَّهُمُ
وَحَصَّنَ الحُكمَ في هَذا بِتَسجيلِ
الظَهرُ قِرطاسُهُ وَالسَوطُ يَطلُبُهُ
بِئسَ الكِتابُ بِعَقدٍ غَيرِ مَحلولِ
التوقيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع